سورة الأحزاب - تفسير تفسير ابن عجيبة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


يقول الحق جلّ جلاله: {يا نساءَ النبيّ من يأتِ منكن بفاحشةٍ} بسيئة بليغة في القُبح {مُبَيِّنَة} ظاهرٌ فحشها، من: بيّن، بمعنى: تبيّن. وقرأ المكي وشعبة بفتح الياء، وهي عصيانهنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ونشوزهن. قال في المقدمات: كل فاحشة نُعتت في القرآن بالبينة فهي بالنطق، والتي لم تُنعت بها زنى. اهـ. {يُضَاعَفْ لها العذابُ ضِعْفين} أي: ضِعفي عذاب غيرهنّ من النساء؛ لأن الذنب منهن أقبح؛ فإنَّ قُبح الذنب يتبع زيادة فضل المذنب والنعمة عليه، ولذلك قيل: ليست المعصية في القُرب كالمعصية في البُعد. وليس لأحد من النساء مثل فضل النساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا كان الذم للعاصي العالم أشدّ منه للعاصي الجاهل؛ لأن المعصية من العالِم أقبح، وفي الحديث: «أشدُّ الناس عذاباً يومَ القيامة عالمٌ لم ينفعه الله بعلمه»؛ لقوة الجرأة في العالم دون غيره. ولهذا أيضاً فضل حدّ الأحرار على العبيد، ولم يرجح الكافر. {وكان ذلك} أي: تضعيف العذاب عليهن {على الله يسيراً} هيناً.
{ومن يَقْنُتْ منكن} أي: يدم على الطاعة {لله ورسوله وتعمل صالحاً نُؤْتِها أجْرَها مرتين} أي: مثل ثوابي غيرها، مرة على الطاعة، ومرة على طلبهن رضا النبي صلى الله عليه وسلم، بالقناعة، وحسن المعاشرة. وقرأ حمزة والكسائي بالغيب على لفظ من، {وأعتدنا لها رِزقاً كريماً} جليل القدر، وهو الجنة.
الإشارة: من شأن الملِك أن يُعاتب الوزراء بما لا يعاتب غيرهم، ويهددهم بما لا يهدد به غيرهم، ويعطيهم من التقريب والكرامة ما لا يُعطي غيرهم، فإن هفوا وزلُّوا عاتبهم، ثم يردهم إلى مقامهم، وربما سمح وأغضى. والغالب: أن الحق تعالى يعجل عتاب خواصه، في الدنيا قبل الآخرة، بمصائب وأهوال، تصفيةً وتطهيراً، ولا يُبعدهم من حضرته بما اقترفوا. قال القشيري: زيادةُ العقوبة على الجُرْمِ من أمارات الفضيلة، كحدّ الحر والعبد، وتقليل ذلك من أمارات النقص، ولَمَّا كانت منزلتُهن في الشرف تزيد وتربو على منزلة جميع النساء، تضاعفت عقوبتهن على أجْرامهن، وتضاعف ثوابَهن على طاعتِهن، فقال: {ومن يقنت منكن لله...} وقال: {لستن كأحد من النساء...} الآية. اهـ. والله تعالى أعلم.


يقول الحق جلّ جلاله: {يا نساء النبي لستُنَّ كأحدٍ من النساء} أي: لستن كجماعة من جماعات النساء، أي: إذا تقصيت أمة النساء، جماعةً جماعةً، لم توجد منهن جماعة واحدة تُساويكن في الفضل، فكما أنه عليه الصلاة والسلام ليس كأحد من الرجال، كما قال: «إني لسْتُ كَأَحَدِكُمْ...» كذلك زوجاته التي شرُفن به. وأصل أحد: وَحَدٍ، بمعنى: واحد، فوضع في النفي العامّ، مستوياً فيه المذكّر والمؤنّث، والواحد وما وراءه، أي: لستن في الشرف كأحد من النساء، {إنِ اتقيْتنَّ} مخالفةَ الله ورضا رسوله، {فلا تَخْضَعْنَ بالقولِ} أي: إذا كلمتن الرجال من وراء الحجاب، فلا تجئنَ بقولكنّ خاضعاً، أي: ليناً خنثاً مثل قول المُريبات، {فيَطْمَع الذي في قلبه مرضٌ} ريبة، وفجور، وهو جواب النهي، {وقُلْنَ قولاً معروفاً} حسناً مع كونه خشيناً.
{وقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ} أي: استكِن فيه، والْزَمن بيوتكن من غير خروج. وقرأ نافع وعاصم بالفتح، وهو من: قرَر يَقْرَرُ، لغة في قرّ بالمكان، وأصله: اقرَرن، فحذفت الراء، تخفيفاً، وألقيت فتحتها على ما قبلها. وقيل: من: قار يقار: إذا اجتمع. والباقون بالكسر، من: قرّ بالمكان يقِرّ بالكسر، وأصله: اِقْررْن، فنقلت كسرة الراء إلى القاف، وحذفت الراء. وقيل: من: وَقَر يَقِر وقاراً.
{ولا تبرَّجْنَ تبرجَ الجاهليةِ الأُولى} أي: لا تتبخترن في المشي تبختر أهل الجاهلية، فالتبرُّج: التبختر في المشي وإظهار الزينة، أي: ولا تبرجن تبرجاً مثل {تبرج الجاهلية الأولى} أي: القديمة، وهو الزمان الذي وُلد فيه إبراهيم عليه السلام، فكانت المرأة تتخذ فيه الدرع من اللؤلؤ، وتعرض نفسها على الرجال، زمان نمرود الجبار، والناس كلهم كفار. أو: ما بين آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة. وكان نساؤهم أقبح ما يكون، ورجالهم حِسَان، فتريده المرأة على نفسها. أو: زمن داود وسليمان عليهما السلام، وكان للمرأة قميص من الدرّ، غير مخيط الجانبين، فتظهر صورتها فيه. والجاهلية الأخرى: ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام أو: الجاهلية الأولى: جاهلية الكفر قبل الإسلام، والجاهلية الأخرى: جاهلية الفسوق والفجور في الإسلام.
{وأقِمْنَ الصلاةَ وآتينَ الزكاة} خصهما بالذكر؛ تفضيلاً لهما؛ لأن مَن واظب عليهما جرتاه إلى غيرهما. {وأَطِعْنَ اللهَ ورسولَه} في سائر ما أمرَكن به، ونهاكن عنه.
{إِنما يُريد اللهُ ليُذهبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيت} أي: يا أهل البيت، أو: أخص أهل البيت. وفيه دليل على أن نساءه من أهل بيته. قال البيضاوي: وتخصيص أهل البيت بفاطمة وعلي وابنيهما، لِما رُوي أنه عليه الصلاة والسلام خرج ذات غدوة عليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شعر أسود، فجاءت فاطمة، فأدخلها، ثم جاء عليّ، فأدخله فيه، ثم جاء الحسن والحسين، فأدخلهما فيه، فقال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهلَ البيت...} والاحتجاج بذلك على عصمتهم، وكون اجتماعهم حجة، ضعيف؛ لأن التخصيص بهم لا يناسب ما قبل الآية وما بعدها، والحديث يقتضي أنهم من أهل البيت، لا أنه ليس غيرهم. اهـ. وإنما قال: {عنكم} لأنه أُريد الرجال والنساء. والرجس: كل ما يدنس، من ذنب، أو عيب، أو غير ذلك، وقيل: الشيطان.
{ويُطهركم تطهيراً} من نجاسات الآثام والعيوب، وهو كالتعليل لِمَا قبله، فإنما أَمَرَهن، ونهاهن، ووعظهن؛ لئلا يقارف أهل البيت ما يدنس، من المآثم، وليتصوّنوا عنها بالتقوى. واستعار للذنب الرجس، وللتقوى الطُهر؛ لأن عِرض المقترف للمستقبحات يتلوث بها كما يتلوث بدنه بالأرجاس وأما مَن تحصّن منها فعرضه مصون، نقي كالثوب الطاهر. وفيه تنفير لأُولي الألباب عن كل ما يدنس القلوب من الأكدار، وترغيب لهم في كل ما يطهر القلوب والأسرار، من الطاعات والأذكار.
{واذْكُرْنَ ما يُتلى في بيوتِكُنَّ من آياتِ الله} القرآن {والحكمةِ} السُنَّة، أو: بيان معاني القرآن، أو: ما يُتلى عليكن من الكتاب الجامع بين الأمرين. {إِن الله كان لطيفاً} عالماً بغوامض الأشياء، {خبيراً} عالماً بحقائقها، أو: هو عالم بأقوالكن وأفعالكن، فاحذرن مخالفة أمره ونهيه، ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم.
الإِشارة: علَّق الحق تعالى شرف نساء النبي صلى الله عليه وسلم وتفضيلهن على سبعة أمور، ويقاس عليهن غيرهن من سائر النساء، فمَن فعل هذه الأمور حاز شرف الدنيا والآخرة. الأول: تقوى الله في السر والعلانية، وهي أساس الشرف. الثاني: التحصُّن مما يُوجب مَيْل الرجال إليهن؛ من التخنُّث في الكلام وغيره. الثالث: لزوم البيوت والقرار بها. وقد مدح الله نساء الجنة بذلك فقال: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72]. الرابع: عدم التبرُّج، وهو إظهار الزينة حيث يحضر الرجال. الخامس: إقامة الصلاة وإتقانها وإيتاء الصدقة. السادس: طاعة الله ورسوله، ويدخل فيه طاعة الزوج. السابع: لزوم ذكر الله، وتلاوة كتابه لمن تُحسن ذلك في بيتها. فمَن فعلت من النساء هذه الأمور؛ أذهب الله عنها دنس المعاصي والعيوب، وطهّرها تطهيراً، وأبدلها بمحاسن الأخلاق والشيم الكريمة. والله تعالى أعلم.


يقول الحق جلّ جلاله: {إِن المسلمين والمسلماتِ} أي: الداخلين في الإسلام، المنقادين لأحكام الله قولاً وفعلاً، فالمسلم: هو الداخل في السلم بعد الحرب، المنقاد الذي لا يُعاند، أو: المفوِّض أمره إلى الله، المتوكل عليه، مِن: أسلم وجهه إلى الله، {والمؤمنين والمؤمنات} المصدِّقين بالله ورسوله، وبما يجب أن يصدّق به، {والقانتين والقانتات} المداومين على الطاعة، {والصادقين والصادقات} في النيات، والأقوال، والأفعال، {والصابرين والصابرات} على الطاعات وترك السيئات، {والخاشعين والخاشعات} المتواضعين لله بالقلوب والجوارح، أو: الخائفين: {والمتصدِّقين والمتصدِّقات} فرضاً ونفلاً، {والصائمين والصائمات} فرضاً ونفلاً. وقيل: مَن تصدّق في أسبوع بدرهم فهو من المتصدقين، ومَن صام البيض من كل شهر، فهو من الصائمين، {والحافظين فروجَهم والحافظاتِ} عما لا يحلّ، {والذاكرين الله كثيراً والذاكرات} بقلوبهم وألسنتهم، بالتسبيح، والتهليل، والتكبير، وتلاوة القرآن، وغير ذلك من الأذكار، والاشتغال بالعلم لله، ومطالعة الكتب من الذكر. وحذف {كثيراً} في حق الذاكرات لدلالة ما تقدم عليه.
وقال عطاء: مَن فوّض أمره إلى الله فهو داخل في قوله: {إن المسلمين والمسلمات}، ومَن أقرّ بأن الله ربه، وأن محمداً رسوله، ولم يخالف قلبُه لسانَه، فهو من المؤمنين والمؤمنات، ومَن أطاع الله في الفرض، والرسول في السُنَّة، فهو داخل في قوله: {والصادقين والصادقات}، ومَن صلّى فلم يعرف مَنْ عن يمينه وعن شماله، فهو داخل في قوله: {والخاشعين والخاشعات}، ومَن صبر على الطاعة وعن المعصية، وعلى الذرية، فهو من {الصابرين والصابرات}، ومَن تصدّق في كل أسبوع بدرهم، فهو من المتصدقين والمتصدقات، ومَن صام في كل شهر أيام البيض، الثالث عشر وما بعده، فهو من الصائمين والصائمات، ومَن حفظ فرجه عما لا يحل؛ فهو من الحافظين فروجهم والحافظات، ومَن صلّى الصلوات الخمس بحقوقها؛ فهو من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.
قال ابن عباس: (جاء إسرافيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، عدد ما علم، وزنة ما علم، وملءَ ما علم. مَن قالهن كُتبت له ست خصال؛ كتب من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، وكان أفضل ممن ذكره في الليل والنهار، وكان له عرش في الجنة، وتحاتت عنه ذنوبه، كما تحات ورق الشجر اليابس، وينظر الله إليه، ومَن نظر إليه لم يعذبه). وقال مجاهد: لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات حتى يذكر الله قائماً وقاعداً ومضجعاً. اهـ. من الثعلبي.
وسُئل ابنُ الصلاح عن القَدْر الذي يصير به العبد من الذاكرين الله كثيراً؟ فقال: إذا واظب على الأذكار المأثورة صباحاً ومساءً، وفي الأوقات والأحوال المختلفة، ليلاً ونهاراً، كان من الذاكرين كثيراً. اهـ.
قلت: وقد تتبعت ذلك في تأليف مختصر سميته: الأنوار السنية في الأذكار النبوية.
هذا وعطف الإناث على الذكور لاختلاف الجنسين. وهو ضروري كقوله: {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً} [التحريم: 5]. وعطف الزوجين على الزوجين لتغاير الوصفين، وليس بضروري، ولو قال: إن المسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات بغير واو لجاز، كقوله: {مسلمات مؤمنات قانتات...} إلخ، وهو مِن عطف الصفة، ومعناه: إن الجامعين والجامعات لهذه الصفات. {أَعَدَّ اللهُ لهم مغفرة} لِما اقترفوا من السيئات، {وأجراً عظيماً} على طاعتهم. قال البيضاوي: والآية وعد لهن، ولأمثالهن، على الطاعة والتدرّعُ بهذه الخصال. رُوي أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن: ذكر الرجال في القرآن بخير فما فينا خير، فنزلت. اهـ.
الإشارة: اعلم أن اصطلاح الصوفية أن ما يتعلق بعمل الجوارح الظاهرة يُسمى إسلاماً، وما يتعلق بعمل القلوب الباطنية يُسمى إيماناً، وما يتعلق بعمل الأرواح والأسرار يُسمى إحساناً. قال في البغية: فالإسلام يشتمل على وظائف الظاهر، وهي الغالبة عليه، ذلك من عالم الشهادة، والإيمان يشتمل على وظائف الظاهر، وهي الغالبة عليه، وذلك من عالم الغيب، وهي الأعمال الغيبية، ولمّا انفتح لها باب من الأعمال الظاهرة للعبادة، وأشرقت عليها من ذلك أنوار، وتعلقت همتها بعالم الغيب، مالت إلى الوفاء بالأعمال الباطنية، ثم لمّا تمكنت في الأعمال الباطنة، واطلعت على عالَمها، وأشرفت على طهارتها، وتعلقت همتها بعالم الملكوت، مالت إلى الوفاء بالأسرار الإحسانية، ومن هناك تدرك غاية طهارتها وتصفيتها، والاطلاع على معارف الحقائق الإلهية. ثم قال: فإذا تبين هذا، فالإسلام له معنى يخصه، وهو انقياد الظاهر بما تكلف به من وظائف الدين، مع ما لا بد منه من التصديق. والإيمان له معنى يخصه، وهو تصديق القلب بجميع ما تصمنه الدين من الأخبار الغيبية، مع ما لا بد منه من شُعبه. والإحسان له معنى يخصه، وهو تحسين جميع وظائف الدين الإسلامية والإيمانية، بالإتيان بها على أكمل شروطها، وأتم وظائفها، خالصة من جميع شوائب عِللها، سالمة من طوارق آفاتها. اهـ.
قلت: ولا يكفي في مقام الإحسان تحسين الوظائف فقط، بل لا بد فيه من كشف حجاب الكائنات، حتى يُفضي إلى شهود المكوِّن، فيعبد الله على العيان. كما في الحديث: «أن تعبد الله كأنك تراه» فإذا تقرّر هذا؛ فالآية مشتملة على تدريج السلوك؛ فأول مقامات المريد: الإسلام، ثم الإيمان، كما في الآية، ثم يكون من القانتين المداومين على الطاعة، ثم يكون من الصادقين في أقواله، وأفعاله، وأحواله، صادقاً في طلب مولاه، غائباً عن كل ما سواه، ثم من الصابرين على مجاهدة النفس، ومقاساة الأحوال، وقطع المقامات والمفاوز. وقال القشيري: من الصابرين على الخصال الحميدة وعن الخصال الذميمة، وعند جريان مفاجآت القضية. اهـ. ثم من الخاشعين الخاضعين لهيبة الجلال، مشاهداً لكمال أنوار الجمال. قال القشيري: الخشوعُ: إطراق السريرة عند بوادِه الحقيقة. اهـ.
ثم يتحقق بأوصاف الكمال؛ كالسخاء والكرم، فيبذل ما عنده في مرضاة ربه، فيكون من المتصدقين بأموالهم وأنفسهم، حتى لا يكون لأحد معهم خصومة فيما أخذوا منهم وقالوا فيهم، ثم يصوم عن شهود السِّوى، ثم يحفظ فرجه عن وِقاع الشهوة والهوى، فلا ينزل إلى سماء الحقوق، أو أرض الحظوظ، إلا بالإذن والتمكين، والرسوخ في اليقين. ثم يكون من المُسْتَهتَرين بذكر الله، أعني ذكر الروح والسر، وهو مقام الإحسان، الذي هو محل العيان، فيكون ذاكراً بالله، مذكوراً في حضرة الله، مشهوراً في ملكوت الله. جعلنا الله منهم بمنِّه وكرمه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8